شهد الاقتصاد الوطني خلال العقود الماضية العديد من المشاكل والصعوبات الاقتصادية والمالية مما استدعى انتهاج مجموعة من السياسات والإجراءات الاقتصادية التي تهدف إلى معالجة الاختلالات التي حدثتْ وكان من بينها سياسة سعر الصرف ، وفيما يلي استعراض موجز لتطور سياسة سعر الصرف التي اتبعها مصرف ليبيا المركزي منذ نشأته وحتى الوقت الحاضر.
في شهر فبراير من عام 1973 تم تخفيض قيمة الدولار الأمريكي للمرة الثانية بنسبة 10% تجاه وحدة حقوق السحب الخاصة لتصبح وحدة حقوق السحب الخاصة تساوي 1.2063 دولاراً بدلاً من 1.0857 دولار ، وقد ترتب على هذا التخفيض ارتفاع قيمة الدينار تجاه الدولار مرة أخرى بنحو 11% لتصبح 1 دينار= 3.3776 دولاراً بدلاً من 1 دينار= 3.04 دولارات.
كما تم في شهر فبراير من عام 1973 ربط الدينار الليبي بالدولار الأمريكي عند سعر صرف ثابت وهو 1 دولار= 0.29679 دينار ليبي، ونتيجة لهذا الربط فإن قيمة الدينار تجاه العملات الأخرى تتغير تبعاً لتغير قيمة الدولار تجاه تلك العملات.
ولقد حافظ الدينار الليبي على هذه القيمة عند هذا المستوى حتى عام 1986، مما ساعد على ثبات قيمة الدينار الليبي الرسمية في مواجهة الدولار الأمريكي وغيره من العملات الأجنبية الوفر النسبية في النقد الأجنبي والزيادة الكبيرة في الاحتياطيات التي نجمتْ عن تحسن أسعار النفط وزيادة الدخل المُحقق من الصادرات النفطية في ذلك الوقت، فضلاً عن عدم وجود قيود إدارية أو كمية تُذكر على حرية التعامل بالعملة الأجنبية شراءً وبيعـاً سواء للأفراد أو للمؤسسات العامة والخاصة حتى عام 1982 على الأقل.
في 1986/03/18 ومن أجل إدخال مرونة أوسع على نظام سعر الصرف المتبع تم فك ارتباط الدينار الليبي بالدولار الأمريكي وربطه بوحدة حقوق السحب الخاصة ( و.ح.س.خ ) بسعر صرف يعادل 2.8 و.ح.س.خ لكل دينار ليبي.
وفي 1986/05/01 ، تم وضـع هامش يمكـن أن يتذبذب فيه سعـر الصــرف بحدود ± 7.5% ، وقد حدد هذا الهامش عند مستواه الأدنى المُعادل لـ 2.6046 (و.ح.س.خ) للدينار الليبي الواحد ، ثم جرى توسيع هذا الهامش عدة مرات .
وتأتي التغيرات المُشار إليها أعلاه تنفيذاً لأحكام قانون المصارف الذي خول مصرف ليبيا المركزي تغيير القيمة التبادلية للدينار حسب التطورات الإقتصادية والنقدية بما يكفل تفادي الآثار السلبية لهذه التطورات على الإقتصاد الوطني
تنفيذاً لأحكام قانون المصارف قام مصرف ليبيا المركزي منذ يوم 1999/02/14م وحتى نهاية عام 2001 بتنفيذ برنامج تم بموجبه بيع النقد الأجنبي للأغراض الشخصية والتجارية عن طريق المصارف التجارية ، دون فرض أي قيود على الصرف وفقاً لأسعار البيع التي يُحددها مصرف ليبيا المركزي ، وقد عرف سعر الصرف الجديد بإسم ” سعر الصرف الخاص المعلن ” الذي اُستخدم بجانب سعر الصرف الرسمي بعد أن تم إلغاء مايُعرف ” بالسعر التجاري ” الذي تم إقراره والعمل به لأغراض معينة منذ عام 1994 حتى بداية عام 1999 ، وقد وضعتْ أهداف محددة لهذا البرنامج يأتي في مقدمتها مايلي:
-
ترشيد إستخدام النقد الأجنبي.
- حل مشكلة المواطنين الذين يحتاجون إلى النقد الأجنبي لمختلف الأغراض الشخصية من خلال إيجاد نافذة قانونية لهذا الغرض، ووفقاً لإجراءات مشروعة وبدون قيود على الصرف.
- رفع قيمة الدينار الليبي في مواجهة العملات الأجنبية في السوق الموازية.
- دعم القوة الشرائية للدينار الليبي.
- خفض أسعار السلع التي يتم توفيرها وتمويلها بواسطة السوق الموازية والمحافظة على إستقرارها.
- القضاء على السوق الموازية للنقد الأجنبي.
- تقليل فجوة سعر صرف الدينار الليبي مقابل العملات الأجنبية.
- التخفيف من حدة مشكلة السيولة المحلية بالدينار الليبي.
- تخفيض حجم الكُتلة النقدية.
- تخفيض مُعدلات التضخم.
- العمل على استقرار المستوى العام للأسعار.
وكَمرحلة تابِعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي أصدر المجلس الرئاسي في 30 يوليو 2019 قرار يقضي بتخفيض قيمة الرسم على مبيعات النقد الأجنبي ليصبح 163.0%.